اخترت لكم بعض تساؤلات الاسرة واجاب عنها
-------------------------------------فضيلة الدكتور أحمد طه ريان -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر -------------------------------------------
ما هي الطريقة التي أدعو بها إخوتي الصغار الصبيان سن عشر سنوات للالتزام حتى يشبوا ملتزمين ، وما هو المنهج الذي اتبعه معهم ؟ .
ننصحك بتعليمهم القرآن الكريم ، والسنة النبوية الصحيحة ، وما فيها من أخلاق الإسلام ، من البر والصلة والصدق والأمانة وغيرها ، وتعاهدهم في المحافظة على الصلوات في الجماعة ، وكذلك آداب الإسلام في الأكل والشرب والحديث وغيرها ، فإن هم شبوا على هذه الأخلاق والآداب العظيمة اهتدوا واستقاموا بإذن الله ، ونبتوا نباتاً حسناً ، فنفعوا أنفسهم ونفعوا أمتهم ، ولك في ذلك الأجر العظيم .
من فتاوى اللجنة الدائمة
أنا متزوجة برجل مدمن خمر، وأضطر في بعض الأحيان إلى مجالسته -وكذا معاشرته- وهو في حالة سكر، لأني متأكدة من أني إذا رفضت سأتعرض للضرب. هل يعتبر بقائي مع زوج مدمن للخمر حراماً؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمن حيث الأصل ليس هناك ما يمنع بقاء المرأة في ذمة زوج يشرب الخمر، وأن تجالسه وتعاشره.
ولكن عليك -مع هذه الحال- الحرص على هداية زوجك من خلال التلطف وحسن التبعل، فإذا أحبك قدرتِ على التأثير عليه لتغيير عادته المحرمة. والله أعلم
سليمان بن عبدالله الماجد
عن موقع الاسلام اليوم
أنا أخ لذكور وإناث لذا فإني أستخدم جهاز التسجيل التلفوني ردأً للمفاسد حيث تم درأ مفاسد بهذه الطريقة ما رأيكم في هذه الطريقة مع العلم بأنهم لا يعلمون بذلك ؟.
عُرض هذا السؤال على الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فقال :
رأيي في هذا أنه من التجسس ولا يجوز لأحدٍ أن يتجسس على أحد ؛ لأنه ليس لنا إلا الظاهر ولو ذهبنا نتجسس على الناس لتعبنا تعباً عظيماً في طريق التجسس وتعبت ضمائرنا فيما نسمع ونرى .
وإذا كان الله تعالى يقول ( ولا تجسسوا ) بعد قوله ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) .
لكن إذا رأى قيم البيت أمارات تدل على هذه المكالمات الخبيثة فلا بأس أن يضع مسجلاً من حيث لا يعلمون لكن عليه إذا علم من أول الأمر أن لا يتابع بل يوبخهم مباشرة ، لأنه ربما إذا تابع سمع أكثر مما كرهه أولاً ، فمثلاً إذا علم بمكالمةٍ رديئة فعليه أن يوبخ صاحبها مباشرة ولا يُؤخرها إلى الغد فيجب قطع الطريق من البداية.
أما مجرد الاتهامات والوساوس فلا يجوز لكن إذا علم أن الأمر خطير وأن الأمر يقع فلا بأس أن يضع المسجل من أجل أن يتحقق من الأمر .
ما المراد من قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)؟
المقصود بعداوة الزوجة والأبناء أن تكون العاطفة نحوهم سببا في الحرمان من الخير، فلذا يجب على المسلم أن يضبط عاطفته تجاه أهله وأولاده بميزان الشرع، وألا تكون العاطفة سببا في ترك مأمور أو فعل محظور، فيوم القيامة تقطع فيه الأنساب، ولن يبق للمرء إلا ما قدم وصدق الله العظيم (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون), روى الترمذي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ سأله رجل عن هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذورهم) قال: هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة، وأرادوا أن يأتوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهاجرين، وأبى أزواجهم وأولادهم أن يَدَعوهم أن يأتوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما أتوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي متأخرين عن غيرهم، ورأوا الناس قد فقهوا في الدين، هموا أن يعاقبوهم، فأنزل الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذورهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
فقد كان الأهل والأولاد سببًا في حرمان أوليائهم من السبق في الهجرة؛ حيث أظهروا لهم ما يمكن أن يلحقهم بعد رحيلهم عنهم من الذلة والهوان والضعف والحرمان، مما رقق قلوبهم عليهم، وخشوا عليهم الضيعة بعدهم، فثقلوا عن الهجرة حتى سبقهم غيرهم، ممن أشاد الله تعالى بهم وبمكانتهم في الدنيا والآخرة في قوله جل شأنه: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم).
وهناك صور كثيرة من هذه العداوة التي تأتي من قبل الأهل والولد مثل الإلحاح على رب الأسرة بكثرة الالتزامات، والتشديد عليه حتى يدفعه ذلك إلى الانحراف في تحصيل الكسب؛ لكي يوفر لهم التزاماتهم، ومنها الدخول في مناقشات حادة مع الجيران والزملاء، وتحريض رب الأسرة على الانتصار، وأخذ الحقوق لهم مما يدفعه إلى الدخول في مشاجرات ومعارك مع الغير لا تنتهي إلا بخسائر في النفس والولد والمال، فضلاً عن ضياع الجهد والوقت، وغير ذلك من صور العداوة التي يكون الأهل والولد سببًا فيها، فإذا حدث شيء من ذلك، فلا ينبغي أن يرجع رب الأسرة لكي يعاقب من كان سببًا في ذلك، بل عليه أن يلوم نفسه أولاً على عدم التريث، وعدم أخذ الأمور بالحكمة التي كانت تقتضيها الظروف المناسبة، وأن يعالج الدواعي التي دفعته إلى هذا التصرف بالرفق حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى.
والله أعلم.
فضيلة الدكتور أحمد طه ريان -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر